سلسلة أخلاق السلف فيهداهم اقتده- الحلقة الولى-لا يخافون في الله لومة لائم-عبد الرحمن الأوزاعي نموذجا
سلسلة أخلاق السلف فبهداهم اقتده- الحلقة الأولى-لا يخافون في الله لومة لائم-عبد الرحمن الأوزاعي نموذجا
youtube shot viedo created by ©Mohamed Abdelrazek Ahmed 2024
مقدمة
سلسلة أخلاق السلف فبهداهم اقتده هي سلسلةٌ تهدف إلى التعريف بالشمائل والأخلاق والسمات الصالحة الطيبة التي كان عليها سلفُ الأمة من الخلق القويم و تحري الصدق والكسب من الحلال والابتعاد عن الشبهات والتواضع لله والشجاعة والإقدام في الحق وأنهم كانوا لا يخشون في الله لومة لائم والاقتداء بسنن النبي صلى الله عليه وسلم في كل حركاتهم وسكناتهم والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل إعلاء كلمة الله الحلقة الأولى
لا يخافون في الله لومة لائم
قل الحق و لو كان مرا
عبد الرحمن الأوزاعي نموذجا
تمهيد
المشهدُ هنا مشهدٌ مهيبٌ ورهيب بين عالمٍ تقيٍ ثقة وأحدِ أئمةِ السلفِ الكبار الثقاتِ الأعلام التي أجمعت الأمةُ كلُها على علمِه وورعِه وتقواه وزهدِه وهو عبد الرحمن الأوزاعي وبين سفاحٍ مبيرٍ مُهلك وهو عَبدُ الله بن عَلِيُّ بن عَبدِ الله بن العبَّاس وهو عم الخليفة العباسي الأول أبو العباس السفاح وقد قام عبد الله بن علي هذا بإجلاء بني أمية عن الشام وقتل منهم مقتلة كبيرة جدا تمهيدا لخلافة العباسيين فلنقرأ ما دارَ بينهما من مواجهة
شجاعة وإقدام وثبات في سبيل الحق
تقول القصة الواقعية التاريخية التي حدثت نقلا عن الأوزاعي نفسه أنه عندما دخل عبد الله بن علي عم الخليفة العباسي السفاح دمشق فطلب الأوزاعي فحضر بين يديه قال الأوزاعي دخلت عليه وهو على سرير وفي يده خيزرانة والجنود حوله، ومعهم السيوف والحراب فسلم عليه فلم يرد ونكت بتلك الخيزرانة التي في يده ثم قال: يا أوزاعي ! ما ترى فيما صنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد؟ أجهادا ورباطا هو قال: فقلت: أيها الأمير ! قال رسول الله ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه». قال: فنكت بالخيزرانة أشد مما كان ينكت، وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم، ثم قال: يا أوزاعي ! ما تقول في دماء بني أمية؟ فقلت: قال رسول الله ﷺ: «لا يحل لمسلم دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة فنكت بها أشد من ذلك ثم قال ما تقول في أموالهم فقلت: إن كانت في أيديهم حراما فهي حرام عليك أيضا، وإن كانت لهم حلالا فلا تحل لك إلا بطريق شرعي. فنكت أشد مما كان ينكت قبل ذلك ثم قال: ألا نوليك القضاء؟ فقلت: إن أسلافك لم يكونوا يشقون علي في ذلك، وإني أحب أن يتم ما ابتدؤني به من الإحسان. فقال: كأنك تحب الانصراف؟فقلت: إن ورائي حرما وهم محتاجون إلى القيام عليهن وسترهن، وقلوبهن مشغولة بسببي. قال: وانتظرت رأسي أن يسقط بين يدي، فأمرني بالانصراف. فلما خرجت إذا برسوله من ورائي، وإذا معه مائتا دينار، فقال: يقول لك الأمير: استنفق هذه. قال: فتصدقت بها
الدروس المستفادة
الخير كل الخير في اتباع السلف فقد كانوا أعلاما للحق ومنارات لهذا الدين ويطبقون وصية النبي صلى الله عليه وسلم في ان الدين النصيحة لكل الأمة ومن الراعي إلى الرعية وكل المسلمين وعامتهم ثم انظر إلى قول الأوزاعي ( وانتظرت رأسي أن يسقط بين يدي ) ياللروعة !!! عالم رباني يذهب إلى مُبيرِ مُهلِك قتل الآلاف والأوزاعي يعلم تمام العلم أنه من السهل على عبد الله بن علي واليسير جدا أن يقتله ورغم ذلك لم يتهيب الموقف بل وقف بكل شجاعة وإقدام وإصرار على قول الحق وتقديم النصيحة في الله لولي الأمر وربما لو كان قد جامله و زور الحقائق لأعطاه صكا بقتل المزيد و المزيد من الأبرياء
مراجع البحث
- البداية والنهاية للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي الجزء 13 صفحة 450
- تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم بن عساكر صفحة 210 الجزء 35
Comments
Post a Comment